بقلم محمدعبدالله منصور

مدخل:

تهدف هذه المقالة لتتبع الألفاظ الدالة على الصوم و متعلقاته في القرآن، لتفضي إلى تجذيره وتدبر معانيه، والإسهام لاحقا في ترجمته في حياتنا العملية، لأن التطبيق مقترن بالفهم.

مفهوم الصوم:

• لغة: الإمساك أو الكف عن الشيء، فعلا أو قولا.
• اصطلاحا: العبادة المعروفة وهي الامتناع عن المفطرات في أوقات مخصوصة كما فصلها الفقهاء.

ألفاظه في القرآن:

 ثلاثة عشر موضعا، واحد منها رمز له في قوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس. البقرة ١٨٥). وغلبت الإسمية فيه على الفعلية، وحاز لفظ الصيام السبق (٨مرات). وانفردت سورة البقرة بذكره سبع مرات.

الصوم عن الكلام:

جاء في سورة مريم، الآية ٢٦(فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) وذلك حين اقترب موعد ولادتها بعيسى (ع)بإذن الله تعالى.

الصوم المستحب: وله أيامه كما وردت عن المعصومين (ع) وتفصيلها في كتب الفقه. والإشارة القرآنية مطلقة في الصوم (والمصدقين والمصدقات والصائمين والصائمات أعد الله لهم مغفرة وأجر عظيم. الأحزاب ٣٥). أي تشمل الواجب والمستحب.

الصوم الواجب:

والأصل فيه أن يكون في شهر رمضان بأحكامه. (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام. البقرة ١٨٣) وكتب هنا دالة على الوجوب. وفي آية (فمن شهد منكم الشهر فليصمه. البقرة ١٨٥). فالشهر(معرف) يقصد به شهر رمضان، والفعل يصمه دال على الأمر، والأمر يشير للوجوب. وفي الآية (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. البقرة ١٨٧) وفيها تبيان العلاقة الزوجية الخاصة في شهر الصوم الواجب.

صوم الكفارة:

وهو واجب يعفي من المؤاخذة عن الذنب في الدنيا والآخرة. وله موارد عديدة، ومنها إذا أفطر المكلف عامدا بأحد المفطرات، ففي ذلك خيارات ثلاثة، عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين في غير شهر رمضان، أو إطعام ستين مسكينا. وفي بطون كتب الفقه التفصيل لمن يريدون. (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله. النساء ٩٢) وفي آية أخرى في كفارة الظهار (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قبل أن يتماسا. المجادلة ٤) وفي كفارة الحلف (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم. المائدة ٩٥).

صوم الفدية:

وهو عبادة مخيرة وبمقدار (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك. البقرة ١٩٦) لمن حج وحلق رأسه قبل الانتهاء من الهدي لضرورة. وقريب من ذلك إذا لم يجد المتمتع الهدي صام ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله. يقول تعالى (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم. البقرة ١٩٦). وتجب كذلك على من عجز عن الصيام لذوي الأعذار كالشيخ والعجوز والمريض والحامل والمرضع مع خوف الضرر في الصوم (فمن تطوع خيرا فهو خير له، وأن تصوموا خير لكم. البقرة ١٨٥). وكذا لمن قتل الصيد البري وهو محرم فأمامه ثلاثة سبل التصدق أو إطعام مساكين، وآخرها يوم عن كل مدين (بضم الميم وتشديد الدال). ففي الآية ٩٥من سورة المائدة (أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره).

الصوم المحرم:

وهو صوم العيدين. ولم يرد فيه لفظ قرآني.

الخاتمة:

يتجلى في كل ما عرضناه هذا المفهوم والسلوك الهام الذي يعبر عن قيمة عالية في حياتنا ولها اعتباريتها وعوائدها المرجوة في بناء الإنسان وتطهيره فيما يقع منه من ابتلاءات، وكيفية تجاوزها.

ما وارد في الأوراق والمداخلات والتعقيبات لا تعبر عن رأي الموقع وإنما عن رأي أصحابها