جمعية الذكر الحكيم لعلوم القرآن

تأسست سنة ٢٠٠٢م / ١٤٢٢ هـ

القرآن وعلومه

الحج في القرآن الكريم

بقلم محمد عبدالله منصور

مقدمة:

الحج عبادة ربانية عظيمة لها أبعاد تأملية جمة. وقد شرعها الله على المسلمين في السنة التاسعة للهجرة. وقد انطلقت مع نبوة إبراهيم الخليل (ع) وتستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها. والغريب أن غير الموحدين اتخذوا ما يشبهها بمسميات بحسب ما يعتقدون من طقوس وممارسات حتى عصرنا الحالي.

مفهوم الحج:

  • لغة: القصد أو التردد في المكان.
  • الاصطلاح: قصد البيت الحرام لأداء المناسك المخصوصة عنده.

الحج حسابيا:

لفظ الحج ورد في القرآن إحدى عشرة مرة، في أربع سور، ثمان منها في البقرة، ولفظ واحد في سور آل عمران والتوبة والحج. هذا عن ذات اللفظ. أما غير المباشرة عن الحج فهي كثرة متفرقة في القرآن كذكر مناسكه والأعمال الجزئية فيه.

سورة الحج:

مع تجاوز الآراء في وقفية أو توفيقية أسماء السور، فقد سميت إحدى سور القرآن بالحج، وتضمنت آيات عن الحج بدأت من الآية (٢٥) ((إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام …)) وحتى الآية (٣٧) ((والبدن جعلناها لكم من شعائر الله …ولن ينال الله لحومها …إلخ)). وهي مؤشر على أهمية هذه الشعيرة التي تعد من أركان الإسلام.

الحج شعيرة:

الحج من شعائر الله أي ما ندب الشرع إليه، وأمر بالقيام به. لذا ترتبت عليه منافع معنوية ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. الحج (٣٢) وحتى أعمال الحج ومناسكه تعد شعائر ((يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله. المائدة (٢) أي ما يقدم من حيوان أضحية لبيت الله سبحانه.

دلالات لفظ الحج الواردة في القرآن:

  • توقيت الحج : ((الحج أشهر معلومات.١٩٧البقرة )) أي أشهر مؤقتة معينة لا يجوز فيها التبديل تقديما أوتأخيرا .وأشهر الحج هي شوال وذو القعدة وذي الحجة .وقد جعلت مواقيت للناس بما تستقيم به مصالحهم الدنيوية والأخروية .((يسألونك عن الأهلة ،قل هي مواقيت للناس والحج .١٨٩البقرة )).
  • الحج للمستطيع ((وللناس على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا . ٩٧آل عمران))
  • الحج الأكبر ((وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر.٣التوبة)) وقد قيلت في الحج الأكبر ثلاثة آراء:

الأول: يوم عرفة الذي فيه الوقوف، (الحج عرفة). وأن الحج الأصغر الذي ليس فيه وقوف وهو العمرة.

الثاني: يوم العاشر من ذي الحجة أي عيد الأضحى أو يوم النحر وذلك لاجتماع المسلمين وغيرهم كما اعتادوا في موسم الحج، ولم يحج غير المسلمين بعد ذلك.

الثالث: جميع أيام الحج اختزلت في اسم الحج الأكبر كما يقال في بعض الأحداث التاريخية المشهورة كيوم الجمل ويوم صفين وهي أيام.

  • اقتران الحج والعمرة ((فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج.١٩٦البقرة)) و((إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما .١٥٨البقرة))
  • محرمات الحج ((فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.١٩٧البقرة)).
  • فدية من لم يجد الهدي في الحج: ((فمن لم يستطع صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم.١٩٦البقرة)).

الخلاصة:

القرآن أعطى لهذه الفريضة أهمية في نصوصه لفظا صريحا أو تعابير لمناسكه بطريقة تنوعت فيها الصيغ اللغوية والبلاغية وأدت وظائف مختلفة تؤكد عظمة الحج ومستوى الحجم الدال على مكانته في الإسلام.

هوامش مفتاحية:

  • سورة الحج في الجزء السابع عشر. / مدنية /آياتها ٧٨
  • الآيات والروايات مستفيضة لم تستهدف هذه المقالة – بحسب المقام –  التفصيل فيها، فهي متروكة للراغبين للرجوع إلى مصادرها العديدة.

المصادر:

  • القرآن الكريم.
  • المعجم المفهرس لألفاظ القرآن. محمد فؤاد عبد الباقي
  • فقه الإمام الصادق. محمد جواد مغنية
  • الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل. الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
  • مجمع البيان في تفسير القرآن. الشيخ أبوعلي الفضل الطبرسي.

ما وارد في الأوراق والمداخلات والتعقيبات لا تعبر عن رأي الموقع وإنما عن رأي أصحابها